السبت، 27 سبتمبر 2008

.. هلال رمضان ..

.. هلال رمضان ..


هاقد غاب عنا هلال رمضان المبارك .. لتنطلق المدافع معلنة عن بدء العيد السعيد .. وتبدأ المساجد بالتكبير


الله أكبر .. الله أكبر .. لاإله إلا الله

والله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد


فيبدء اليوم بالتجمع في مصلى العيد . ويبدء الامام بالتكبير للصلاة .. ومن ثم يشرع في خطبته ناصحا الامة .. وعند فراغه ..تبدء زيارة الاهل لبعضهم والاقارب والجيران يهنئ كلهم الاخر بحلول عيد الفطر السعيد


....

...

..

.

انقضى العيد .. وانقضت بسمته وضجته .. وعاد الهدوء .. يسود المكان

وكعادتي احب التمتع برؤية السماء المظلمة والنجوم التي تزينها بترتيبها العشوائي الجذاب

وبدر شوال محتبئا داخل غيمة اتت تحاكية ..

مكثت احدق في السماء .. باحثة عن مجموعة الدب القطبي .. والنجم القطبي .. وغيرهم من مجموعات ...


وبينما انا كذلك .. واذا بنور البدر يعم الارجاء .. تاملته كثيرا

ورايته يحاكي نجمة في الافق .. وبعدها ارسل بسلامه لسحابة تمشي بكسل..

اثارني الفضول .. فحدقت فيه علي افهم مايتمتمون .. ولم افهم حديثهم للاسف

مكثت محدقة فيهم ..

سحابة تاتي .. وسحابة تروح ... والبدر لايزال في الحديث .. والسؤال


راتني ابنة عمي .. فبادرتني بالسؤال : ماذا تفعلين ؟

اجبتها : اتامل ملكوت السماء

قالت لي : ان البدر منير اليوم .. ولكن السحب تعرقل ارسال نوره لنا

لم ارد عليها .. بل وضعت يدي على خدي .. اناظر القمر راتني منسجمة مع البدر ..

فقالت : هيييييه .. ماذا هناك ؟

قلت لها : تاملي وامعني النظر الى البدر .. كانه يهمس الى السحب حوله

ناظرتني نظرة سخرية .. وقالت لي : وماعساه يقول لهم ؟

قلت : هذا ما اريد معرفته .. ولم افلح

بقيت على نظرتها الساخرة .. وتركت النافذة .. وقالت لي : اذا اخبرك اخبريني ..

صمتت .. وجلست احاور نفسي : ماعساه يقول لهم ؟! عن ماذا يسال ؟!


\

/

\


هممت بالذهاب ..

واذا بي اسمع بكاء .. ويتعالى الصوت .. بحثت عن مصدر .. فلم اجد شيئا .. باغتني صوت من خلفي : اريد ان ارى المطر

التفت لارى من يحادثني فاذا هو اخر ذا الثلاثة اعوام .. قلت له : مطر ؟!

قال لي مستعجلا : نعم .. هيا اريد رؤية بسرعة

اخرجت يدي .. فاذا بها بضع قطرات .. استغربت من اين اتت ؟ .. السماء غير ملبدة بالغيوم .. والجو ليس بالبارد ... والشتاء لم يحل بعدرفعت يدي وسالت ربي ان يغفر لي ويتوب عني

" فابواب السماء هنا تكون مفتوحة "


جلست على مكتبي .. فاذا بورقة امامي .. كتب عليها ....:...

" بئس القوم لايعرفون الله إلا في رمضان "

من السلف الصالح


قال صلى الله عليه وسلم محذرا عبدالله بن عمرو عن ترك قيام الليل بعد ان اعتاده

" ياعبدالله لاتكن مثل فلان كان يقول الليل فترك قيام الليل "


تاملتها كثيرا .. وجعلت ارددها حينها ..

علمت ماذا كان يريد البدر الحائر .. والغيمة الباكية .. الليل الدامس الحزين

لقد اشتاقوا لأصوات البكائين في الظلمات طلبا لعفو ومغفرة ربهم

لقد اشتاقوا لأعذب الأصوات المتغنية بالقران

اشتاقوا لزحمة السيارات عند المساجد .. وتجمع المصلين بذل وانكسار لخالقهم

اشتاقوا لصدقات الايدي البيضاء .. وللناصحين الناس بتقوى الله

اشتاقوا لمن كانوا يتوددون ويتقربون الى الله

والى الذين تركوا اهلهم في ساعة الليل لنيل رضا الله


هاقد رحل رمضان .. وهل هلال شوال

فلنسال انفسنا المذنبة .. اليس رب رمضان هو رب شوال وغيره ؟

وليسوا جميعهم تحت قبضة رب واحد؟

لماذا هجرت القران وتركته في ركنه المظلم لتمد يدك له في رمضان القادم ؟

لماذا لاتتخذه رفيقا لك ؟.. وتخصص له وقتا لتعيش معه ؟!


وماذا عن صلاتك ؟!


اراك قد بدات في التكاسل عنها ؟

اراك تتحرى قصرها ..والاسراع في انهاءها ؟

اين انت حين تقرا الصفحة الكاملة في الركعة الواحدة ؟

وحين تتفطر قدمك من الوقوف امام المولى وتخضع نفسك في السجود لملك الملوك

سائلا منه الرضا والمغفرة والفوز بالجنة والنجاة من النار


وصلاة الليل ؟!

قد باتت حكاية تحكى في ليالي العشر من رمضان فقط

تنتظر منتصف الليل من كل ليلة غيره .. لتهيأ فراشك الناعم .. وترمي بجسدك فيه

أو ربما تصادق الحاسوب ومجالس اللهو والتلفاز .. وقبيل آذان الفجر ياتيك منادي النوم لتهرع في تلبية نداءه .. فتقضي صلاة الفجر عند الظهيرة


* فقدت لذة الطاعة ومناجاة الرب *


ذهب رمضان .. وعادت بقية الاشهر

وعدنا لطبيعتنا .. ولم نستفد من رمضان بشيء

اسال الله لي ولكم ان يتقبلنا .. وان يتقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا

وان يثبتنا بعد رمضان على التقوى والصلاح وحب الطاعات


" ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا " الانسان(29)

بقلم .. فراشة المرج

0 التعليقات: