.. لقد رحل ..

لقد رحل ..



انتظرناه شهرا تلو شهر .. اعددنا له العدة .. واشعلنا السراج


تحمست النفس لتلبس حلل الوقار والتقى فيه ..


صمنا .. قمنا .. صلينا .. اعتكفنا ..


اجتهدنا في العبادة .. وتلونا بالوانها .. وخضنا صنوفها

فمن صلاة تراويح الى حضور محاضرة


ومن حضور محاضرة الى تبرع


الى اعانة فقير ومحتاج الى عيادة مريض .. الخ


وهاهو اليوم يودعنا .. ونودعه باسى بالغ .. وحزن وافر

هذه حكمة المولى التي تجلت في خلقه

لقاء يعقبه فراق ..



غادرنا باسما من كثير منا ..

متحسرا على من فقد لذة ايامه والقرب من الله


وضياعة فرصة الانابه والتوبة والرجوع الى الله



مهديا لنا عيد الفطر السعيد .. اكراما لاعمارنا لياليه بالطاعة

فالعيد اتٍ .. والاطفال في لهفة .. والشيوخ في شوق للتجمع في مصلى العيد

ومدفع العيد ينتظر اشعال فتيلته ليطلق فوهته في السماء











العيــد أقبل ضــــــاحكاً مختالا والبشر طاف على النفوس وجالا



والطير حلق في السماء مرنماً لحـــناً جميلاً ســـــــــائغاً وزلالا


العيــد جـاء وأشـــرقت أنواره والسعد في كل الوجــــــود تـلالا


فرح الصحاب وبدّدواأضـغانهم ومضوا ليبنو في الدروب وصالا


مــــدّ الأحبة للصــلاح حبالهم إذ مد أربــــــاب الفساد حبـــــالا


جمعوا على حب المهيمن شمـلهم وسعوا إلى درب الـــهدى إقبـالا



يا عيد أهلاًَ بالـقـدوم ومـرحباً هـيجت فينا الحـب والإجــــــلالا



ورسمت فينا بســــمةً ورديـةً تــأبى عـلى مر الـد هـور زوالا


ياجامع الأحبابأعشب خاطري إذ جئت ترسم للورى آمـــــــــالا


مهدت سبل الوصل بين احبة عاشوا سنينا في الفراق طوالا


ياعيد يا نورا تلجلج في الحشا فغدوت تكسوا بالسنا الأجيالا


دم شامخا تهب المودة والندى كي تبقى في نشر الوئام مثالا



عبدالصمد أحمد غريب